يعد الامتثال الضريبي جانبًا أساسيًا لإدارة الأعمال التجارية في المملكة العربية السعودية ومع ذلك غالبًا ما تعاني الشركات الصغيرة في المملكة من مشاكل عدم الامتثال الضريبي لأسباب مختلفة مثل: عدم فهم اللوائح الضريبية، عدم مسك الدفاتر بطريقة صحيحة، عدم استخدام أنظمة تقنية مختصة بالضرائب.
أحد أكثر أخطاء الامتثال الضريبي شيوعًا التي ترتكبها الشركات الصغيرة في المملكة العربية السعودية هو عدم التسجيل في ضريبة القيمة المضافة. منذ بدء تطبيق ضريبة القيمة المضافة في الدولة في عام 2018 تعين على الشركات التي تبلغ إيراداتها السنوية 375,000 ريال سعودي أو أكثر التسجيل في ضريبة القيمة المضافة بشكل إلزامي ومع ذلك، فإن العديد من الشركات الصغيرة إما غير مدركة لهذا المتطلب أو لا تعلم طريقة التسجيل والعقبات المترتبة على عدم التسجيل، نتيجة لذلك فشلوا في التسجيل في ضريبة القيمة المضافة ويواجهون العقوبات والغرامات من السلطات الضريبية.
هناك خطأ شائع آخر في الامتثال الضريبي ترتكبه الشركات الصغيرة في المملكة العربية السعودية وهو إصدار الفواتير الضريبية بطريقة غير صحيحة بموجب نظام ضريبة القيمة المضافة، يتعين على الشركات إصدار فواتير ضريبة القيمة المضافة لجميع التوريدات الخاضعة للضريبة، ومع ذلك تفشل العديد من الشركات الصغيرة في إصدار فواتير ضريبة القيمة المضافة المناسبة، إما عن طريق حذف المعلومات الأساسية أو باستخدام معدلات ضريبة القيمة المضافة غير الصحيحة أو عدم ادخال جميع متطلبات الفواتير الضريبية الصادرة من هيئة الزكاة والضريبة والجمارك. يمكن أن يؤدي هذا إلى تراكم الغرامات على الشركة من قبل السلطات الضريبية ومواجهة تكاليف إضافية لتصحيح الأخطاء.
غالبًا ما تعاني الشركات الصغيرة في المملكة العربية السعودية من ممارسات حفظ السجلات بطريقة غير صحيحة، مما قد يؤدي إلى أخطاء في الامتثال الضريبي على سبيل المثال، قد تفشل الشركات في الاحتفاظ بسجلات دقيقة لمبيعاتها مشترياتها أو تصنيف معاملات معينة بشكل غير صحيح لأغراض ضريبية. يمكن أن يؤدي هذا إلى إحتساب ضريبة القيمة المضافة بطريقة غير صحيحة ويؤدي ذلك إلى فرض عقوبات وغرامات عند عملية الفحص من قبل الفاحص الضريبي من هيئة الزكاة والضريبة الجمارك.
قد تواجه الشركات الصغيرة في المملكة العربية السعودية أيضًا تحديات في التقديم في الوقت المناسب ودفع الضرائب، كما أن لدى هيئة الزكاة والضريبة والجمارك مواعيد نهائية صارمة لتقديم الإقرارات الضريبية ودفعها، وقد يؤدي عدم الالتزام بهذه المواعيد النهائية إلى فرض عقوبات وغرامات، ومع ذلك قد تفتقر الشركات الصغيرة إلى الموارد اللازمة لإدارة التزاماتها الضريبية بشكل صحيح وقد تواجه صعوبة في الوفاء بهذه المواعيد النهائية.
في الختام، تواجه الشركات الصغيرة في المملكة العربية السعودية تحديات مختلفة عندما يتعلق الأمر بالامتثال الضريبي. لتجنب العقوبات والغرامات من السلطات الضريبية، يجب على الشركات الصغيرة إعطاء الأولوية لفهم اللوائح والمتطلبات الضريبية، والاحتفاظ بسجلات دقيقة، وتقديم الضرائب في الوقت المناسب ودفعها. يمكن أن يكون طلب المشورة والمساعدة المهنية مفيدًا أيضًا في ضمان الامتثال الضريبي.